ما هي الأزمة المالية؟

الأزمة المالية هي حالة ينخفض فيها قيمة الأصول بشكل حاد، وتعجز الشركات والأفراد عن سداد ديونهم، وتواجه المؤسسات المالية نقصًا في السيولة. غالبًا ما ترتبط الأزمة المالية بحالة من الذعر المالي أو سحب الأموال من البنوك، حيث يقوم المستثمرون ببيع أصولهم أو سحب مدخراتهم خوفًا من فقدان قيمتها إذا بقيت في المؤسسات المالية.

يمكن أن تشمل الأزمات المالية فقاعات المضاربة، انهيار سوق الأسهم، التخلف عن سداد الديون السيادية، أو الأزمات النقدية. وقد تكون الأزمة المالية محصورة في قطاع معين مثل البنوك، أو تمتد إلى اقتصاد دولة بأكملها، أو حتى إلى الاقتصادات العالمية.

النقاط الرئيسية لمصطلح الأزمة المالية

• غالبًا ما ترتبط الأزمات المالية بذعر مصرفي أو سحب واسع للودائع.

• تشمل الأسباب الشائعة انهيار الأسواق المالية، فقاعات الائتمان، التخلف عن سداد الديون، أو الأزمات النقدية.

• يمكن أن تكون الأزمة محلية أو عالمية، وغالبًا ما تنتشر إلى مناطق أخرى بسبب الترابط الاقتصادي.

‍

أسباب الأزمات المالية

يمكن أن تكون للأزمات المالية عدة أسباب، ولكن بشكل عام، تحدث عندما تكون المؤسسات أو الأصول مُبالغًا في تقييمها، وتتفاقم بفعل سلوك المستثمرين غير العقلاني.

• التقييم الزائد للأصول

عندما تكون أسعار الأصول مرتفعة بشكل غير مبرر، يمكن أن يؤدي التصحيح الحاد للأسعار إلى انهيار السوق.

• السلوك غير العقلاني للمستثمرين

عندما ينتشر الخوف في السوق، يبدأ المستثمرون في بيع الأصول بسرعة، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار وتفاقم الأزمة.

• غياب أو فشل القوانين التنظيمية

غياب القوانين الفعالة أو ضعف الرقابة المالية يمكن أن يؤدي إلى مخاطر مفرطة، مثل التوسع في الإقراض دون ضمانات كافية.

• انتشار العدوى المالية

يمكن أن تنتقل الأزمة من دولة إلى أخرى، أو من قطاع مالي إلى آخر، كما حدث في الأزمة المالية العالمية عام 2008.

‍

أمثلة على الأزمات المالية عبر التاريخ

• جنون زهرة التوليب (1637)

شهدت هولندا ارتفاعًا غير طبيعي في أسعار زهور التوليب، تلاه انهيار كبير للأسعار، مما أدى إلى أزمة مالية مرتبطة بالمضاربة.

• أزمة الائتمان عام 1772

بدأت في لندن عندما فشل مصرفي كبير في تسديد ديونه، مما أدى إلى انهيار العديد من البنوك وانتشار الأزمة إلى أوروبا.

• انهيار سوق الأسهم 1929

انهار سوق الأسهم في الولايات المتحدة في 24 أكتوبر 1929، مما أدى إلى الكساد الكبير، الذي استمر أكثر من عقد وأثر على الاقتصاد العالمي.

• أزمة النفط 1973

فرضت أوبك حظرًا نفطيًا، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط من 3 دولارات إلى 14 دولارًا للبرميل، وتسبب في انهيار الأسواق المالية.

• الأزمة الآسيوية 1997-1998

بدأت الأزمة في تايلاند عندما انهارت العملة المحلية، مما أدى إلى انتشار الأزمة إلى باقي دول شرق آسيا.

• الأزمة المالية العالمية 2007-2008

بدأت بأزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة، ثم تحولت إلى أزمة مصرفية عالمية بعد انهيار بنك Lehman Brothers في 2008.

• جائحة كوفيد-19 (2020)

تسبب الوباء في انهيار الأسواق المالية بين فبراير ومارس 2020، حيث فقد مؤشر S&P 500 30% من قيمته في شهر واحد.

• الأزمة المالية العالمية 2008

تعتبر أزمة 2008 واحدة من أسوأ الأزمات المالية في العصر الحديث، حيث تسببت في انهيار الأسواق والبنوك العالمية.

‍

أسباب الأزمة المالية العالمية

1. التوسع في القروض العقارية عالية المخاطر

قامت البنوك بإقراض الأموال لأشخاص ذوي ملاءة مالية ضعيفة، مما أدى إلى ارتفاع عدد القروض المتعثرة.

2. انفجار فقاعة العقارات

ارتفعت أسعار العقارات بسبب المضاربة، ولكن عندما بدأت الأسعار في الانخفاض، لم يتمكن المقترضون من سداد قروضهم.

3. تعقيد الأدوات المالية

قامت البنوك بتجميع القروض في سندات مالية معقدة، مما جعل من الصعب على المستثمرين فهم المخاطر الحقيقية.

4. إفلاس البنوك والمؤسسات المالية

بدأت البنوك في تسجيل خسائر ضخمة، وانتهى الأمر بانهيار بنك Lehman Brothers، مما أدى إلى حالة من الذعر المالي.

‍

• أزمة كوفيد-19 (2020)

في فبراير 2020، انتشر فيروس كوفيد-19، مما تسبب في إغلاق الاقتصاد العالمي، وتوقف النشاط الاقتصادي، وانهيار الأسواق المالية.

• فقد مؤشر داو جونز 37% من قيمته بين فبراير ومارس 2020.

• استجابت الحكومات بخطط تحفيزية ضخمة، مثل توزيع الأموال مباشرة على الأفراد، وتخفيض أسعار الفائدة إلى مستويات تاريخية.

• رغم الانهيار الأولي، تعافت الأسواق بسرعة، وحقق مؤشر S&P 500 أرقامًا قياسية جديدة في 2021.

‍

كيف تتعامل الحكومات مع الأزمات المالية؟

السياسات النقدية

• خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد.

• ضخ السيولة في البنوك لضمان استقرار النظام المالي.

السياسات المالية

• إطلاق برامج التحفيز الاقتصادي لدعم الشركات والأفراد.

• تخفيض الضرائب لتشجيع الاستهلاك والاستثمار.

التنظيم والإصلاحات

• فرض قوانين أكثر صرامة على البنوك لتجنب المخاطرة الزائدة.

• إنشاء هيئات رقابية جديدة لمراقبة الاستقرار المالي.

‍

الفرق بين الأزمة المالية والركود الاقتصادي

• الأزمة المالية: تحدث بسبب انهيار المؤسسات المالية أو الأصول، مما يؤدي إلى ذعر مالي واسع.

• الركود الاقتصادي: يحدث عندما ينخفض النشاط الاقتصادي لفترة طويلة، وهو غالبًا نتيجة للأزمة المالية.

‍

الخلاصة

• الأزمة المالية هي انهيار في قيمة الأصول، وفشل الشركات في سداد ديونها، ونقص السيولة في الأسواق.

• يمكن أن تكون محلية أو عالمية، وغالبًا ما تنتقل إلى مناطق أخرى بسبب الترابط الاقتصادي.

• من أبرز الأزمات المالية الكساد الكبير 1929، أزمة 2008، وأزمة كوفيد-19.

• استجابت الحكومات للأزمات من خلال خفض الفائدة، ضخ السيولة، وإصلاح القوانين المالية.

الأزمات المالية جزء لا يتجزأ من النظام الاقتصادي، لكنها توفر دروسًا مهمة لتحسين استقرار الأسواق في المستقبل.

‍

‍

"اقرأ المزيد من المعلومات عن الأمور المالية على موقعنا مالبيديا Maalpedia"

المراجع المعتمدة:

https://www.investopedia.com/terms/f/financial-crisis.asp